الأحد، 20 أبريل 2014

الإدارة الموجهة بالتفكير

بقلم: د.صالح عبدالرحيم السعيد

الإدارة مفهوم شائع مرتبط بالإنسان منذ القدم لأن الإنسان كائن اجتماعي بطبعه والمجتمعات بمختلف أشكالها تحتاج إلى فن الإدارة، أما في الوقت الحاضر فكثيراً ما نشاهد خلال تعاملاتنا اليومية مفهوم إدارة, ففي السوق إدارة وفي المطعم إدارة وفي جميع المؤسسات الحكومية إدارات عامة وخاصة ، ولا تخلو زوايا الميدان التربوي من لوحات كتب عليها إدارة، فكلما وجهنا أنظارنا نقرأ  كلمة إدارة، فما هي الإدارة إذاً ؟
إنها باختصار تحديد الأهداف و تنسيق جهود الأشخاص، كما أن الإدارة تحتاج إلى تطوير دائم في الأساليب ،وطرق المعالجة و النظر إلى الأمور من زوايا مختلفة ،و إلى إصدار أحكام صحيحة بعد عمليات تقويم دقيقة، لذلك يجب علينا الحرص دائما على تطوير المهارات العقلية للقائمين على إدارة المؤسسات والإدارات بشكل عام فضلا عن المؤسسات التي تهتم ببناء عقول البشر وهي المؤسسات التربوية والمدارس لأن الأمر الإداري في النهاية هو عملية إتخاذ قرار!
يقول الفيلسوف جون تشارلز: "ينقسم الفاشلون إلى نصفين: أولهما: الذين يفكرون ولا يعملون، وثانيهما: الذين يعملون ولا يفكرون أبدًا " ،  فالتفكير يسبق العمل وتعلم التفكير ومهاراته يسبق تعلم استراتيجيات و نظريات الإدارة لأن الإدارة و اتخاذ القرار بدون تفكير سليم يؤدي إلى الفشل ولا محالة، وبناء عقل الإنسان منذ نعومة أظفاره وإكسابه آليات التفكير السليم و الممنهج ضمن برامج تفكير علمية تعطى له على جرعات خلال مسيرة حياته العلمية ،تكون كفيلة بتزويده بالوسائل التي من خلالها يحل مشاكله و يتخذ قراراته بصورة صحيحة، فكما يقال (علمني كيف أصطاد ولا تعطيني سمكة).
وبرامج تعليم التفكير التي يمكن الاستفادة منها في  التنمية البشرية للقائمين على إدارة المؤسسات التربوية كثيرة منها: برنامج كورت لتنمية مهارات التفكير و برنامج تريز لتنمية التفكير الإبداعي بالإضافة إلى الكثير من برامج مهارات حل المشكلات واتخاذ القرار، فما علينا سوى إخضاع العاملين في الإدارات التربوية لمجموعة من هذه البرامج وسنرى نتائجها بإذن الله على اسلوب الإدارة وعلى اختيار القرارات السليمة وتطور العمل الإداري و الفني داخل المؤسسات التربوية، ذلك لأن العملية الإدارية وقراراتها ناتجة عن إسلوب تفكير علمي سليم يكتسبه الفرد من هذه البرامج ،حتى يصل بإدارته أو مؤسسته إلى مفهوم الإدارة الموجهة بالتفكير .

                                                                                           

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق