الثلاثاء، 15 أبريل 2014

" الأيباد في ميزان التعليم "

منذ أكتوبر عام 2010م بدأت الأوساط التعليمية الحديث حول ظهور خادم جديد للعملية التعليمية وميسر لها كوسيلة من الوسائل التكنولوجية التي يمكن استثمارها في مجال التعليم، وتحديداً خلال مؤتمر شركة أبل الذي كشفت فيه عن جهازها الجديد المسمى بالأيباد (Ipad)، والذي وصفه المدير التنفيذي للشركة آن ذاك قائلاً " إن أبل خلقت جيلاً جديداً من الأجهزة الالكترونية التي يمكن التعامل معها بتقنية اللمس، وتقع في منزلة بين الكمبيوتر الشخصي النقال وبين الهواتف الذكية، لتأخذ بعض الخصائص منها وتنفرد بخصائص أخرى فتكون بمثابة منزلة وسط بين المنزلتين، لتتلافى القصور في الأجهزة الأخرى، ومن مهامها عرض الصور والأفلام، و تصفح مواقع الإنترنت وألعاب الفيديو، وإدارة الحسابات الشخصية و التعامل مع الكثير من التطبيقات العلمية ".
لم تمضي سنتان على إنتاج أول جهاز (Ipad) حتى بينت شركة أبل إمكانية استثمار هذا الجهاز فعلياً في مجال التعليم من خلال إقامتها لمؤتمر أبل عن التعليم عام 2012م الذي عرضت من خلاله فكرة الكتاب التفاعلي، كما وضعت بعض السياسات والآليات التي سهلت على المبرمجين تطوير تطبيقات تعليمية تخدم المعلم و المتعلم على حد سواء، فكان هذا المؤتمر بمثابة النقلة و الخطوة الكبيرة التي من خلالها أقحمت شركة أبل منتجاتها في ميدان التعليم.
وبعد مضي أربع سنوات على طرح جهاز ال(Ipad) في الأسواق بنسخه الخمسة، أصبح من الضروري تقييمه تعليمياً كونه مساعد في العملية التعليمية و معرفة جدواه كوسيلة تكنولوجية تخدم المعلم و المتعلم. فمن واقع استخدامي له في الميدان ومن خلال إقامتي للعديد من الورش التعليمة والبرامج التدريبية على الأيباد والتي تخطت بمجموعها بفضل الله (25) ورشة في مختلف المراحل والمناطق التعليمية في دولة الكويت، ونزولاً عن رغبة الكثير من الزملاء لبيان ملاحظاتي حول إيجابيات و سلبيات استخدام الأيباد في التعليم سوف أجمل بعض النقاط كإجابة عن السؤال التالي:
س: لماذا الأيباد في العملية التعليمية ؟
1-   سهل الحمل حيث يقترب وزنه من 600 غم مقارنةً بالوسائل التعليمية الأخرى التي يمكن أن يصل وزنها إلى 3 كجم.
2-   سهولة تجهيز و تنصيب البرمجيات على الأيباد من خلال متجر أبل للبرامج . وسهولة توصيل الأيباد بالأجهزة المساعدة مثل جهاز العرض و السماعات الخارجية.
3-   بساطة التعامل مع الشاشة عن طريق تقنية اللمسة الواحدة (One touch) والتي أثبتت الدراسات أن تقنية اللمسة الواحدة هي السبب في تعامل الأطفال في سن مبكر جداً مع جهاز الأيباد.
4-   طول عمر البطارية و جودتها حيث تصل إلى (10) ساعات عمل متواصل مما يتيح الحرية في التنقل وإنجاز المزيد من الأعمال اليومية.
5-   إمكانية تخزين الملفات ومشاركتها مع الغير من خلال بعض التطبيقات التي يتيحها بعض المزودين للمساحات التخزينية على الإنترنت مثل مزود (Dropbox)
6-   درجة الأمان العالية لنظام (IOS) التشغيلي للأيباد والذي يضمن صعوبة اختراق الفيروسات له.
7-   الإستفادة من الكامرة المدمجة في تصوير المستندات و النشرات بمعاونة بعض التطبيقات مثل (Camscanner) وتحويلها إلى مستندات إلكترونية بصيغة (PDF)يسهل حفظها وأرشفتها.
8-   استخدام برامج الاتصال و الشبكات الاجتماعية المتوفرة في الأيباد للتواصل مع المتعلمين و أسرهم .
9-   التوفير في استخدام الأوراق و الأقلام و الوقت والمال والجهد.
10-                  اصطحاب الآلاف من مصادر المعلومات و الكتب الإلكترونية و الخرائط والصور وإدارتها و البحث فيها بكل سهولة وبشكل يضمن تحديثها باستمرار.
11-                  إمكانية تحويل الفصل التقليدي إلى فصل ذكي (Smart Class) يمكن إدارة التعلم و النشاط الطلابي وضمان التفاعل الصفي من خلال بعض التطبيقات التي يتيحها متجر أبل من أهمها تطبيق (Nearpod).
12-                  الجودة و السرعة في أداء المهمات الإدارية للمعلم من خلال الكثير من التطبيقات التي تضمن سهولة ومرونة وأمان الأداء  مثل مهمات حصر الحضور و تدوين ملاحظات السلوك و التقييم و تنفيذ السجلات الإدارية .
13-                  مقدرة الكثير من التطبيقات سواء برامج التصميم أو البرامج الإثرائية التي يوفرها متجر أبل على إثارة التفكير لدى المتعلمين و تنمية مهاراتهم و التعاطي معهم وفق الإستراتيجيات الحديثة في التدريس مثل المحاكاة و حل المشكلات و التأمل .
و أما من ناحية السلبيات فإن الأيباد كوسيلة تعليمية عليه بعض الملاحظات أجملها في النقاط التالية :
1-   صعوبة نقل المواد و الملفات كبيرة الحجم من وإلى الأيباد لعدم قابليته للتوصيل في أي وسيط خارجي للتخزين.
2-   السعة التخزينية المحدودة حيث لا تتعدى أكبر سعة تخزين داخلية للأيباد 128 جيجا مما لا يسمح بتخزين بعض المواد الكبيرة و المكتبات المحلية التخزين .
3-   صعوبة التعامل مع الكتابة في القلم على شاشة الأيباد مقارنةً بالأجهزة الأخرى حيث يحتاج المستخدم لوقت وجهد كبير للمران على مهارة الكتابة على الأيباد بإستخدام قلم خاص (ستايلس).
4-   صعوبة التعامل مع ملفات المايكروسوفت أوفيس و التعديل عليها من خلال الأيباد، مع إستحالة الإستغناء عنها في الوقت الحاضر لسعة إنتشارها و إعتماد الغالبية العظمى من المؤسسات التعليمية عليها .
5-   عدم وجود قوانين تنظم عملية الإعتماد الإلكتروني للمستندات و التوقيعات الإلكترونية مما يجعلها فاقدة للقانونية في الوقت الحاضر.


وأخيراً ... فعلى الرغم من هذه السلبيات التي سجلتها على الأيباد فإنها تغوص في بحر من الايجابيات التي تلزمني أن أدعو زملائي من المعلمين و المعلمات في الميدان لتجربة هذه الوسيلة التعلمية التي طالما انتفعت منها خلال أدائي لمهامي كموجه فني و محاضر في العديد الجهات العلمية ،كما اتمنى أن يعمم الأيباد كوسيلة تعليمة من قبل وزارة التربية بتبني منهج علمي لإدخال الأيباد في الميدان فيتم إبتداءاً تقييم الواقع وحصر احتياجات الميدان، وتهيئة المحتوى الدراسي و الأنشطة التعلمية لتتماشى مع جهاز الأيباد، ،ويتم تدريب الكوادر التعليمية على استخدام الأيباد وكيفية التعامل معه فنياً و إدارياً، وصياغة قوانين وأطر تحدد الصيغة القانونية للتعامل مع التكنولوجيا و إعتمادها داخل مؤسساتنا التعليمية .

د.صالح عبدالرحيم السعيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق