الأربعاء، 16 أبريل 2014

صرخة تجاه المنهاج

إن التربية نبت لا يصلح إلا في بيئته و لا ينمو إلا من ريي أهله و لا خير فيه إذا ما انفصل عن
جذوره المتمثلة في عقيدتهم وتاريخهم وعاداتهم وتقاليدهم " انتهى كلام (أ.د على مدكور)
والذي أشارة من خلاله إلى أهمية نمو التربية وازدهارها في رحم المجتمع مستقية عوامل
هذا النمو من أسس علمية واضحة و محدده على رأسها الأساس الديني المتمثل في الشريعة الإسلامية
ثم الأساس الاجتماعي من عادات وتقاليد وتاريخ وأيدلوجيات متنوعة منصهرة في هذا المجتمع .

وبما أن المنهج المدرسي أداة من أدوات التربية في إحداث التغيرات المرغوب فيها بالأفراد من منظور عقدي
فمن الطبيعي أن تكون هذه المناهج مستقاة من الأسس السابقة ’ ويأتي الحديث هنا خاصة على الأساس الأول وهو الأساس الديني
الذي بدورة ينبع من مصدرين أساسيين هما القرآن الكريم والسنة النبوية .

فإذا أردنا تطبيق هذا المنهج في صورة محتوى ينظم في كتاب مدرسي ذو معايير مدروسة
تتماشى مع الأسس السابقة يجب علينا أن نشير إشارات واضحة و محددة تخدم هذه الأسس، فمثلاً عندما نأتي لتنفيذ الأهداف التي
تشتق من الأساس الأول نقوم بربط هذا المحتوى العلمي بمصادر هذا الأساس من القرآن والسنة المطهرة بصورة مباشرة .

فعند الحديث عن منهج الجغرافيا و موضوعاته مثل مباحث ( الأرض وأغلفتها – والمجموعة الشمسية –
الكون –و الطقس والمناخ – والصناعة – و الزراعة – والمعادن ...الخ ) من المفترض هنا أن نقوم بربط هذه الموضوعات بأساس
المنهج الديني ومصادرة من القرآن والسنة النبوية فهناك جملة من الآيات التي تدل على عظمة الله في تدبير جميع الموضوعات
السابقة من خلق وتكوين وتصريف وتدبير.

أعزائي .... بعد هذا الحديث عن بعض أسس المنهج ربما يتساءل البعض ما الفائدة من ربط محتوى الجغرافيا بكلام الله عز وجل ؟

فنقول :

1- إن الله عز وجل قال في القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه } وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ { (89 النحل) .

2- إن في ذكر الآيات في سياق المحتوى دعوه للتفكر في ملكوت السموات والأرض مما يعطي دافعاً للتفكير الناقد و التفكر الإبداعي .

3- إن الدمج بين آيات القرآن الكريم و موضوعات الجغرافيا يؤدي إلى التكامل الأفقي بين منهج الجغرافيا و مناهج أخرى مثل منهج التربية الإسلامية واللغة العربية والتفسير .

4- إن في توجيه الطالب نحو كلام الله عز وجل زيادة في الحصيلة اللغوية والقدرة التعبيرية و مدعاة إلى تنمية مهارات البحث العلمي لديه 
5- إن لربط محتوى الجغرافيا بآيات القرآن الكريم تنمية للهوية الإسلامية عند المتعلم تعطيه اعتزازاً بدينة أولاً ونفسه ثانياً و مجتمعة ثالثاً .

عزيزي القارئ بعدما أطلعت على ما للقرآن من أهمية في العملية التعليمية التعلمية وما له من فوائد تعود على المتعلم ،

يؤسفني أن أخبرك بأن منهج الجغرافيا للصف الحادي عشر في دولة الكويت مثلاً يخلو من أي ربط بين المحتوى والقرآن الكريم
بل لم تطبع سوى آية واحد فقط بالكتاب المدرسي وجاءت غير متوافقة مع السياق .أما بالنسبة للصف الثاني عشر
فهناك تقصير واضح في ربط المحتوى بالقرآن الكريم بل تم حذف استدلالات دينية وآيات قرآنية وأحاديث نبوية بعد التطوير الجديد للمنهج ,

وبدوري اترك لك عزيزي القارئ الإجابة على السؤال الأتي :

س : لماذا تكاد تخلو مناهج الجغرافيا في الثانوية العامة من آيات القرآن الكريم وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم
وأوجه الاستدلال والربط بين المحتوى والقرآن الكريم ؟
وهل المنهج بوضعه الحالي موجه إلى جيل إسلامي يتحمل أمانه النهوض بالأمة ؟

بقلم / الدكتور صالح عبدالرحيم السعيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق